تشير الأرقام إلى أن رأس الخيمة استطاعت منذ تولي صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة مقاليد الحكم في الإمارة، تحقيق معدلات نمو اقتصادية استثنائية وصلت إلى 200% خلال العقد الماضي، في دلالة واضحة على نجاعة الاستراتيجيات الجديدة التي أحدثت تغييراً بنيوياً شاملاً في هيكلية الاقتصاد المحلي.
ويعدّ ميناء صقر في رأس الخيمة ميناء الشحن الرئيس في الشرق الأوسط، وهو جزء حيويّ من سلسلة التوريد في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية والمنطقة. وقد تضاعفت حركة الاستيراد والتصدير عبر الميناء خلال السنوات الخمس الماضية وسيعمل التوسع المستمر المقرّر إنجازه خلال العام 2019 على إضافة رصيفين آخرين والذي من شأنه أن يجعل ميناء صقر واحداً من أكبر منافذ الشحن في العالم. ويترافق هذا مع نمو مماثل في نشاط الموانئ الأخرى في الإمارة حيث يصل إجمالي الحركة فيها إلى ما يقرب من 60 مليون طن من البضائع سنوياً.
من جهة أخرى، يحافظ سيراميك رأس الخيمة على مكانته بين أفضل 5 مصانع للسيراميك في العالم، بإجماليّ مبيعات سنوية تبلغ مليار دولار أمريكي. كما ارتفعت مبيعات جلفار للصناعات الدوائية من 17 مليون دولار عام 1980 لتصل إلى 400 مليون دولار في عام 2015. وتنتج الشركة أكثر من مليون صندوق دوائي في اليوم و40 مليون قارورة أنسولين حقني سنوياً، ممّا يجعلها واحدة من أكبر معامل الأدوية في العالم، ويبلغ عدد الموظفين حوالي 2900 موظّف.
بدورها كشفت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة عن تسجيل نمو نسبته 14% في أعداد زوّار الإمارة في النصف الأول من عام 2018 متخطّية بذلك توقّعات منظمة السياحية العالمية للنمو في منطقة الشرق الأوسط المقدر بنسبة 4%. وتمثّل الأسواق الدولية 66% من إجمالي الزوّار منذ شهر يناير وحتّى يوليو 2018، مع تسجيل ارتفاع سنوي ملحوظ في أعداد الزوار من روسيا بنسبة 50%. ولا تزال ألمانيا محافظة على مركزها الثاني كأكبر أسواق الإمارة للسيّاح بارتفاع قدره 4%، بينما حقّقت المملكة المتّحدة نمواً نسبته 13% مقارنةً مع الفترة نفسها من عام 2017، وسط خطط لاستقطاب 2.9 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2025. كما تخطّط هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة إلى توسيع مجموعة المنتجعات الحالية بمقدار 5400 غرفة ليصل العدد الإجمال إلى أكثر من 10000 غرفة بحلول نهاية عام 2020.
وتعد جزيرة المرجان من أبرز الوجهات السياحية في رأس الخيمة، وتتميز بواجهة بحرية تمتدّ على 23 كيلومتراً، بالإضافة إلى أكثر من 2.7 مليون كيلومتر مربع من الأراضي المستصلحة. وتوّفر الجزيرة أراضٍ سكنية وتجارية حرّة ممتدة على مساحة 4.5 كيلومتر مربع وسط مياه الخليج، ويتواجد فيها 3 منتجعات فندقية تضم أكثر من 1500 غرفة وأكثر من 2000 وحدة سكنية حتّى الآن.