تشير الاكتشافات الأثرية في إمارة رأس الخيمة إلى عمرٍ حضاريّ يمتدّ إلى ما يقارب 7,000 عام، ممّا يجعلها واحدةً من أقدم المناطق المأهولة حول العالم. وتثبت الشواهد والمواقع الأثرية الغنية المنتشرة في أنحاء الإمارة زخم تاريخها الضارب في القدم، مع أكثر من 1,000 موقع أثري ومَعلمٍ حضاريّ بما في ذلك قصر الزباء المشهور بكونه أقدم قلاع الإمارات العربية المتّحدة، وقبور حضارة أم النار التي تعود بتاريخها للعصر البرونزي، بالإضافة لمدافن حضارة وادي سوق (2000- 1600 ق.م.) في منطقتي وادي شمل وسيح الحرف. وقد أسّست الإمارة لنفسها مكانةً مرموقةً كأحد أهمّ المراكز التجارية في المنطقة بموقعها الاستراتيجي المميّز، وتشير الوثائق التاريخية على وجود علاقاتٍ تجاريةٍ مزدهرةٍ مع بلاد ما بين النهرين في الفترة الواقعة بين 5500 و3800 قبل الميلاد.
وقد غمرت حضارات الحقب الزمنية المتعدّدة في رأس الخيمة علماءَ الآثار بالعديد من الكنوز الأثرية العائدة لفترات حفيت (3200-2600 قبل الميلاد) وأم النار (2600-2000 ق.م.) ووادي سوق (2000- 1600 ق.م.) حيث كشفت أعمال التنقيب عن العديد من المقابر والمدافن الأثرية وسيق محتواها للعرض في متحف رأس الخيمة الوطني. كما تمّ اكتشاف مساكن من العصر البرونزي والعصر الحديدي بالقرب من منطقتي شمل وخت، في حين تبرز بصمات الفترات الإسلامية المبكّرة والمتأخّرة في رأس الخيمة. وقد تميّز العصر العباسي بتوحيد الإمبراطورية الإسلامية وتوسيع الروابط التجارية مع شرق آسيا، واشتهرت جلفار “الاسم القديم لرأس الخيمة” بكونها أحد أهم المراكز التجارية في الخليج العربي. كما تم العثور على قطع فخارية من “جلفار” في مواقع أثرية بجميع أنحاء الخليج العربي، مما يشير إلى تجارتها الواسعة خلال تلك الفترة. وانعكاساً لذلك التاريخ العريق، لا تزال تُعرف اليوم رأس الخيمة بتراثها البحري الغني، فـ “جلفار” كانت مكان ميلاد الرحّالة العربي الشهير أحمد بن ماجد، الملقب بـ “أسد البحار”.
ونتيجة لانسداد الميناء بسبب العوامل الطبيعية، انتقل المركز التجاري والإداري لجلفار من الخور الشمالي الشرقي إلى البحيرة الجنوبية الغربية التي أصبحت اليوم تُعرف بخور رأس الخيمة الحديث.
تم ذكر اسم رأس الخيمة للمرة الأولى في بداية القرن السادس عشر، حيث تطورت آنذاك لتصبح بلدة، ومركزاً جديداً لجلفار بحلول نهاية القرن السادس عشر.
وفي تلك برز “القواسم” ليصبحوا القوة العظمى في الخليج. كما عُرِفت قبيلة القواسم بامتلاكها أحد أقوى الأساطيل في تاريخ المنطقة. وقد وقع القواسم على تهدئة عام 1820م وساعد الاتفاق على التهدئة بجلب الاستقرار في البحار من خلال وضع المنطقة تحت وصايةٍ بريطانية، لتعزّز بعدها الهدنة البحرية الدائمة من هذا الأمر عام 1853م. ومثّلت الإمارات الموقّعة على الهدنة تجسيداً مبكّراً لدولة الإمارات العربية المتّحدة، التي اعلنت اتحادها في 2 ديسمبر 1971م وانضمت إليها رأس الخيمة مع بداية 1972م.
لمزيد من المعلومات زوروا: http://www.rakheritage.rak.ae