المقال عبر صحيفة الخليج.
في الذكرى الثانية عشرة لتولي صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس، الأعلى حاكم رأس الخيمة، مقاليد الحكم في الإمارة، تفتح «الخليج» نافذة جديدة تطل على الإنجازات الحضارية والمكتسبات التنموية ومبادرات الاستدامة التي حققتها الإمارة، على مدار 12 عاماً من حُكم سموه، مع تسليط الضوء على ما تحقق خلال الأعوام القليلة الماضية.
تولّى صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، مقاليد حكم رأس الخيمة في السابع والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2010، لتُثمر 12 عاماً مضت سلسلة من الإنجازات الحضارية والخطوات التنموية، الواسعة والمتسارعة، وباقة من مبادرات الاستدامة والتحديث والتطوير، التي تجسدت في رأس الخيمة تحت مظلة حُكم وقيادة سموه.
بناء الإنسان
وتواصلت قاطرة التنمية والبناء بقيادة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم رأس الخيمة، طيلة الأعوام الماضية، ويشغل التعليم والبحث العلمي مساحة واسعة في رؤية سموه، لتتجسد الرؤية في إنجازات متعددة ومشاريع متنوعة، من أبرزها إنشاء منطقة راكز الأكاديمية، ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، ومؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية، بموازاة سياسة مدروسة لتقديم المنح الدراسية للطلبة المتفوقين والمتميزين من أبناء وبنات الإمارات.
ست مناطق وقطاعات
وتتولى هيئة مناطق رأس الخيمة الاقتصادية «راكز»، الإشراف على 6 «مناطق» في قطاعات متعددة. وتحتضن المناطق الحرة فيها 9 جامعات وكليات عريقة، و4 مدارس، إضافة إلى 165 مزوداً لخدمات دعم التدريب والتعليم.
«مدن التعليم»
وبفضل رؤية سموه، ضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» رأس الخيمة إلى شبكتها العالمية لمدن التعلم، في إنجاز يؤكد الجهود المتواصلة، التي تبذلها رأس الخيمة، بقيادة سموه، لترجمة أهداف التنمية المستدامة، عبر الارتقاء بمنظومة التعليم الشامل، وإتاحته للجميع مدى الحياة.
التعليم في الفكر القيادي لصاحب السمو حاكم رأس الخيمة، قاطرة، وجسر للتنمية والاستدامة وصناعة المستقبل، عبر تعزيز استمرارية تطوير المنظومة التعليمية، لتحظى رأس الخيمة بدور محوري في ترسيخ جودة التعليم.
جودة التعليم
وفي إطار تلك السياسة التنموية، عمل سموه على توفير أعلى مستويات الجودة في قطاع التعليم، بجانب القطاع الصحي في رأس الخيمة، التي تحتضن أكثر من 100 مدرسة حكومية وخاصة، تقدم مناهج تعليمية مختلفة، منها المنهاج البريطاني والأمريكي والهندي والباكستاني، بجانب البكالوريا الدولية. وتضم رأس الخيمة عدداً من مؤسسات التعليم العالي المتميزة، كالجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، وجامعة بولتن البريطانية، ومؤسسة الأبحاث السويسرية «مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية»، وجامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية.
الصحة
في القطاع الصحي، تحتضن رأس الخيمة مستشفى الشيخ خليفة التخصصي، ومستشفيات صقر، وعبيد الله، وشعم، ومستشفى رأس الخيمة، وسواها من منشآت الرعاية الصحية، التي تقدم خدمات طبية حديثة.
«جائزة علمية»
ويضع صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، البحث العلمي منطلقاً للتنمية والاستدامة والتقدم وتحفيز جميع القطاعات على النمو، حيث يعدّه مرتكزاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، فيما أطلق سموه جائزة الشيخ سعود العالمية لعلم المواد، لتُمنح لأحد العلماء ممن قدموا إسهامات كبيرة في مجال «علم المواد». وتأتي الجائزة تقديراً وتشجيعاً من جانب سموه للعلوم والأبحاث العلمية، وتعكس حرصه والتزامه بدعم «علم المواد» في دولة الإمارات والمنطقة والعالم.
وأطلق طلبة الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، بدعم من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، أول قمر صناعي طلابي للفضاء، تحت مُسمى «مزن سات»، في مشروع علمي نوعي ومتقدم، وخطوة واسعة النطاق في قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي وعُلوم الفضاء.
الاقتصاد والتجارة
تلتزم حكومة رأس الخيمة بنهج ورؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في تعزيز مؤشرات سهولة ممارسة الأعمال، فيما يصل عدد الشركات التي تعمل في الإمارة حالياً، إلى أكثر من 38000 شركة، من أكثر من 100 دولة حول العالم، تمارس أعمالها في 50 مجالاً اقتصادياً.
وتؤكد غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة أن عدد العضويات «الرخص» الجديدة المسجلة، خلال فترة تولّي سموه مقاليد الحُكم في الإمارة، بلغ 21150 رخصة جديدة حتى نهاية عام 2020. وتحتضن رأس الخيمة سنوياً الحفل الختامي ل«جائزة ستيفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» العالمية.
أربعة موانئ ومطار
وتضم رأس الخيمة اليوم 4 موانئ، بما فيها ميناء صقر، أكبر ميناء مناولة في الشرق الأوسط، ومدينة رأس الخيمة الملاحية، المنطقة الحرة الوحيدة في المنطقة، التي تمتلك وصولاً مباشراً للبحر عبر ميناء مخصص.
تدفق البضائع
وشهدت حركة الاستيراد والتصدير في ميناء صقر نمواً بمعدل الضعف، خلال الأعوام الخمسة الماضية، حيث ناولت موانئ رأس الخيمة نحو 75 مليون طن من البضائع سنوياً، وأضافت عملية التوسع في الميناء التي أُنجزت عام 2019، اثنين من أرصفة المياه العميقة، القادرة على التعامل مع السفن الكبيرة، لتبلغ طاقتها السنوية 95 مليون طن، ما يجعله أحد أكبر موانئ المناولة في العالم. وتتعامل المنشآت المتطورة في «موانئ رأس الخيمة» مع مختلف أنواع البضائع، ما يشمل البضائع السائبة المجزأة، والعامة، وحاويات الشحن، لتشكل خياراً مثالياً لتدفق البضائع من داخل الإمارات، وخارجها.
إلى العالمية
وتحظى رأس الخيمة، وفقاً لدائرة التنمية الاقتصادية فيها، بقوة اقتصادية نوعية ومقومات مُتنوعة، جعلتها تنطلق من «المحلية» إلى «العالمية»، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، ودعمه المستمر للقطاع الاقتصادي. ويمتاز اقتصاد رأس الخيمة بقاعدة اقتصادية متنوعة وبيئة أعمال محفزة، وسياسة مرنة تستجيب لاحتياجات قطاع الأعمال في مختلف المجالات.
وسجلت الرخص التجارية السارية والفعالة في الإمارة، المسجلة لدى دائرة التنمية الاقتصادية، خلال الأعوام الخمسة الماضية، نمواً بنسبة 18.5%، بمتوسط نمو سنوي مركب يبلغ نحو 3.6%، رغم ما أحدثته الجائحة من آثار سلبية في الاقتصادين، الوطني والعالمي.وتشكل الرخص التجارية، من حيث العدد، نسبة 48.8%، والرخص المهنية 48.6%، ثم الرخص الصناعية 2.1%، ومن حيث رأس المال، تشكل الرخص التجارية 51.8%، والرخص المهنية 30.7%، ثم الرخص الصناعية بنسبة 16.3%، والرخص السياحية 1.1%.
وجهة مثالية وقفزات كبيرة
في قطاع الطيران، حقق مطار رأس الخيمة قفزات كبيرة، ووقع مع عدد من الخطوط الجوية اتفاقيات تهدف إلى تعزيز ربط الإمارة بمختلف دول العالم، حيث يمكن، عبر رأس الخيمة، الوصول إلى ثلث سكان العالم خلال 4 ساعات طيران، ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار والعيش والعمل.
ويُؤكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في رؤيته التنموية القائمة على الاستدامة والبحث العلمي، أن القطاع السياحي مساهم بارز في تحقيق التنمية المستدامة في الدولة. وبقيادة سموه، سجلت رأس الخيمة إنجازاً نوعياً حيث وقع الاختيار عليها «عاصمة للسياحة الخليجية»، لعامي 2020 و2021.
«ازدهار سياحي»
واستقطبت رأس الخيمة، خلال العام الماضي 2021، نحو مليون سائح، واجتذبت نحو 728,769 سائحاً بين يناير وأغسطس، من العام الجاري 2022، الأمر الذي يعكس مؤشرات واعدة للقطاع السياحي، وهو يواصل تسجيل نمو ملحوظ على مدار الأعوام الماضية، وتوفر رأس الخيمة لزوارها خيارات عدة من الفنادق والمرافق السياحية.
وتواصل الإمارة العمل على استقبال أكثر من 1.11 مليون سائح بنهاية 2022، والعودة بشكل كامل إلى مستويات ما قبل جائحة (كوفيد 19)، خلال عامين، في حين تخطط لجذب 19 مليون سائح عام 2030.
أول مدينة في العالم
وتوالت الإنجازات ولاحقتها المكتسبات، لتحظى رأس الخيمة، خلال جائحة (كوفيد-19) بمُلصق الامتثال من «بيرو فيريتاس»، كأول مدينة في العالم تحصل عليه، بفضل البيئة الآمنة، التي تقدمها للسياح، فيما كانت أول إمارة تتلقى ختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة.
69 فندقاً و13513 غرفة
وتضم رأس الخيمة، حالياً، خمسين فندقاً، يبلغ عدد الغرف فيها 7896 غرفة، فيما يبلغ عدد المنشآت الفندقية قيد الإنشاء 19 فندقاً، من المُقرر أن توفر 5617 غرفة جديدة، لتصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية، بعد إنجاز الفنادق الجديدة، إلى 13513 غرفة فندقية.
جزيرة المرجان
وعلى ضفاف الخليج العربي، تخطّ «جزيرة المرجان» في رأس الخيمة فصولاً جديدة في رؤية عصرية، وضعها صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، في ظل افتتاح المشروع الضخم رسمياً عام 2013، حيث تمتد الجزيرة على مساحة 2.7 مليون متر مربع، لتصبح مركزاً للترفيه والنشاط السياحي، ووجهة للاستثمارات العالمية والإقليمية والمحلية، التي أسهمت في توفير وظائف جديدة، وتنشيط الحركة الاقتصادية في قطاعات عدة، من أهمها المقاولات والتطوير العقاري والتجزئة.
«قرية الحمرا» و«ميناء العرب»
ومن بين المشاريع المتميزة في رأس الخيمة، تشكل «قرية الحمرا» أول مشاريع الإمارة في قطاع التطوير العقاري، والتي شهدت توسعات مختلفة، لتصبح مجتمعاً مزدهراً وبيئة متكاملة، تبلغ مساحتها 77 مليون قدم مربعة، توفر الحياة العصرية لأكثر من 10 آلاف مواطن ومقيم ومستثمر. و«ميناء العرب» مشروع عقاري سياحي استثماري متكامل، وواجهة بحرية فاخرة، طورته شركة رأس الخيمة العقارية، يتضمن مشاريع سكنية عصرية، مع مليوني متر مربع من الأراضي الساحلية الرطبة والمحمية، وأكثر من 7000 شجرة تستقبل الطيور المهاجرة.
مكتسبات إلكترونية
ونجحت رأس الخيمة، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في تحويل معظم الخدمات الحكومية إلى خدمات إلكترونية، متاحة عبر شبكة الإنترنت، فيما تضمن معايير الراحة والأمان العالية للشركات والأفراد.
واعتمد سموه مشروع التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت في الإمارة لعام 2023، الذي يُعد مصدراً مهماً لفهم احتياجات المجتمع، ورافداً أساسياً لاستدامة الخطط التنموية الشاملة في الإمارة، في مختلف القطاعات.
الطاقة المتجددة
ووجّه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، دائرة بلدية رأس الخيمة لتنظيم «قمة رأس الخيمة للطاقة»، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهي الأولى من نوعها على أرض الإمارة، تعزيزاً لتوجهها في حقل استدامة قطاع الطاقة في إطار «استراتيجية رأس الخيمة لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة 2040»، نحو الحفاظ على البيئة، والإسهام في الجهود الوطنية والعالمية لتحقيق «الحياد الكربوني»، بما ينسجم مع جهود الدولة ورؤيتها في هذا المجال.
رياضة عالمية
وانطلاقاً من حرص صاحب السمو حاكم رأس الخيمة على الاهتمام بالرياضة والصحة العامة، بوصفهما ركيزتين أساسيتين لتحقيق جودة الحياة، تستضيف الإمارة عدداً من البطولات الدولية، مثل سباق «تيري فوكس»، و«بطولة رأس الخيمة كلاسيك» للجولف، و«نصف ماراثون رأس الخيمة».
شهادات عالمية
تقديراً لدور صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في التنمية المستدامة وتعزيز مكانة رأس الخيمة، مُنح سموه شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بولتون في المملكة المتحدة، عام 2010، وشهادة الزمالة الفخرية من مركز «جواهر لال نهرو» للأبحاث العلمية المتقدمة في الهند، عام 2013. ونال سموه عام 2018 الدكتوراه الفخرية من جامعة «إنتشون» الوطنية في كوريا الجنوبية، وجائزة «القائد صاحب الرؤية»، المقدمة من «أريبيان بزنس».
التحول الرقمي
بلغ عدد مستخدمي البوابة الرسمية لحكومة رأس الخيمة (rak. ae)، 80,287 مستخدماً، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2022.
ووصل عدد مستخدمي تطبيق mRAK إلى 19,045 مستخدماً، خلال الفترة ذاتها.
وتمثلت أهم الإنجازات في مشاريع «التحول الرقمي» في: إطلاق بوابة رحلة المتعاملين «إدارة عقاراتي» في دائرة بلدية رأس الخيمة. إطلاق منصة الدفع الرقمية الجديدة لحكومة رأس الخيمة «RAK Pay». الربط الإلكتروني بين شرطة رأس الخيمة ودائرة محاكم الإمارة. الربط الإلكتروني بين نظام المراسلات الخاص بشرطة رأس الخيمة ونظيره في حكومة رأس الخيمة «طرش»، الهادف إلى ضمان التواصل اللاورقي عبر الجهات الحكومية في رأس الخيمة. تطبيق التوقيعات الرقمية والإلكترونية في المحاكم ودائرة النيابة العامة.
سياحة المغامرات
يمثل جبل جيس فلايت، الذي دشن عام 2018، أحد المشاريع السياحية الأكثر تميزاً في رأس الخيمة والإمارات والمنطقة إجمالاً، وهو أطول مسار انزلاقي في العالم، بطول يُقدر ب2.83 كيلومتر، ويقع على قمة جبل جيس، الأعلى ارتفاعاً في الدولة، 1934 متراً عن سطح البحر، ليشكل أحد أبرز معالم «سياحة المغامرات» في رأس الخيمة، وتشمل «متاهة جيس المعلقة»، و«جولة جيس المعلقة»، والتي تقدم لعشاق المغامرات فرصة التحليق على المسارات الانزلاقية فوق المنحدرات والأودية، ومخيم «بير جريلز للمستكشفين»، ومطعم «بورو 1484»، أعلى مطعم في الإمارات، ويوفر إطلالات جبلية ساحرة، مع المعالم الجبلية المتميزة للإمارة، بإطلالاتها على سلسلة جبال الحجر، وصحاريها ذات الرمال الذهبية، وغاباتها من أشجار القرم، وشواطئها، الممتدة نحو 64 كيلومتراً.
الجزيرة الحمراء القديمة
في 2015، بدأ تنفيذ أبرز المشاريع التاريخية في رأس الخيمة، وهو مشروع ترميم «الجزيرة الحمراء القديمة»، التي تُعد إحدى القرى النادرة في منطقة الخليج العربي الباقية حتى اليوم، والتي كان سكانها يعملون في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ. وشمل المشروع، بالتعاون مع وزارة شؤون الرئاسة، ترميم أكثر من 100 مبنى وقلعة وبرج مراقبة وعدد من المساجد.
وتحتضن قرية الجزيرة الحمراء القديمة، فعاليات مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية.