اعتماد 19 مرشد سياحي جديد، من ضمنهم خمس من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار الجهود المبذولة للترويج للإرث الثقافي في رأس الخيمة والممتد منذ ما يزيد على 7000 عام، وذلك خلال حفل تخرج رسمي انعقد في 21 يونيو 2022
اعتمدت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، وبالشراكة مع مركز التعليم التنفيذي والمهني الرائد التابع للجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، 19 خريجاً نجحوا في اجتياز متطلبات برنامج تدريب المرشدين السياحيين 2022، والذي ينعقد للمرة الأولى خلال فترة ما بعد الجائحة.
وشملت الدفعة الجديدة من المرشدين السياحيين خمسة مواطنين من إمارة رأس الخيمة، وسيحرصون على الاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم بهدف تثقيف زوار الإمارة حول تاريخها القبلي الغني والعريق، وأخذهم في رحلة تحفل بالمعلومات التاريخية والثقافية الفريدة، وتعرفهم بإرثها وعاداتها وتقاليدها. وجاء إطلاق البرنامج ليوفر فرصاً استثنائية للراغبين بالعمل في مجال الإرشاد السياحي، وتم تصميمه لمنح المرشحين المهارات والمعارف الضرورية لتعزيز فرصهم بالعمل في القطاع السياحي ومواكبة المعايير المطلوبة. والتزم المشاركون في البرنامج بدورات تعليمية أدارها محاضرون ومدربون يتمتعون بخبرات عالية في مجالات التراث الثقافي، والتزموا بتطبيق أرقى المعايير العالمية في عملية نقل معارفهم إلى المشاركين، ما أسفر عن تخريج دفعة عالمية المستوى من المرشدين السياحيين الذين يتمتعون ببراعة عالية ومعارف غنية.
وانخرط المشاركون في الفترة ما بين شهري مايو ويونيو، في تدريبات عملية خارجية وأتقنوا مهارات التعليق والشرح؛ والاستماع؛ وإدارة المواقف الصعبة؛ وسبل تنظيم الجولات السياحية الصغيرة والكبيرة، إلى جانب مجموعة متنوعة من المهارات الإضافية، والتي ستلعب دوراً محورياً في تطوير مسيرتهم المهنية. وخلال حفل التخرج الذي تم تنظيمه في حرم الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة يوم 21 يونيو 2022، حصل المشاركون الذين أتموا متطلبات البرنامج بنجاح واجتازوا الاختبارات النظرية والعملية، على شهادة رسمية وبطاقة مرشد سياحي صادرة عن هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة. واليوم، بات المرشدون السياحيون الذين تم اعتمادهم مؤخراً مؤهلين للانضمام إلى المؤسسات والشركات السياحية والتي تقدم تجارب ثقافية للزوار، بما في ذلك الجولات في المدينة والجولات في المواقع التراثية ومشاهدة المعالم السياحية على نطاق أوسع داخل الإمارة.
وبهذه المناسبة، قال البروفيسور حسن حمدان العلكيم، رئيس الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة: “نفخر اليوم بتخريج هذه الدفعة من برنامج تدريب المرشدين السياحيين في رأس الخيمة. ويأتي ذلك دعماً للقطاع السياحي الذي يشكل أحد الروافد الاقتصادية الرئيسية في الإمارة. ومن هذا المنطلق، نؤكد في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة حرصنا على الارتقاء بكفاءة وقدرات العاملين في القطاع وزيادة عددهم، بما يسهم بتحقيق أهداف الإمارة والدولة بامتلاك منظومة سياحية قوية ورائدة إقليمياً وعالمياً. ومن خلال التعاون مع شركائنا الاستراتيجيين والمؤسسات الاقتصادية في الإمارة، نعتزم مواصلة تزويد شبابنا والجيل المقبل بالمعارف والخبرات بما يعزز قدرتهم على استكشاف آفاقهم المستقبلية”.
وفي هذا السياق، قال راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة: “نولي في هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة أهمية كبيرة لصقل مهارات الجيل المقبل من الموهوبين في المجالات السياحية وتمكينهم من النمو والازدهار في هذا القطاع. فالمسافرون اليوم يتطلعون لخوض تجارب تتخطى المفاهيم المألوفة عبر العطل التقليدية، ويفضلون البحث عن وجهات جديدة تمنحهم تجارب غامرة وتحقق طموحهم بقضاء أوقات ممتعة وهادفة تلبي تطلعاتهم. لذا، أصبح من الأهمية بمكان امتلاك مرشدين سياحيين مؤهلين ومتحمسين قادرين على التعريف بالموروث الثقافي الغني في رأس الخيمة، وإلقاء الضوء على تجربتنا العربية الأصيلة الفريدة من منظور جديد”.
وتتمتع رأس الخيمة بتاريخ غني يعود إلى العصر البرونزي، وتعد الإمارة واحدة من الأماكن القليلة في العالم التي شهدت استقراراً متواصلاً للسكان على مدار أكثر من 7000 عام. فالإمارة تشتهر بتراثها الثقافي والأثري، وكانت موطناً لقبائل عربية تمتلك تقاليد وأنماط حياة مختلفة تشمل الساحل والجبل والصحراء، وما زال من الممكن تجربة هذه الأنماط من خلال زيارة العديد من المواقع التاريخية التي تحتفي بها الإمارة. وفي إطار استراتيجيتها المستدامة المتمثلة بمفهوم “السياحة المتوازنة” ورؤيتها لأن تغدو الوجهة الإقليمية الرائدة في السياحة المستدامة بحلول عام 2025، تواصل هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة بذل جهود تركز على التنمية المستدامة من خلال السياحة الثقافية، ما ساهم بحماية الموائل الطبيعية والمواقع الثقافية والتاريخية في الإمارة علاوة على رفد سوق العمل بالعديد من الفرص الجديدة. وشملت المشاريع المستدامة الجديدة التي أطلقتها الإمارة كلاً من برنامج ترميم يمتد على ثلاث مراحل في جزيرة الحمرا، وإطلاق جولة مخصصة للمواقع الأثرية الرئيسية في الإمارة. كما تم إدراج أربعة مواقع تاريخية مسجلة ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وشملت الجزيرة الحمراء، وجلفار، وشمل، وقلعة ضاية.